( من كتابي: مساحة للقراءة )
للمحيط الطبيعي حضور بارز في مدونة الشعر العربي، ونجد ذلك في تلك الصلات الوثيقة التي يعقدها الشاعر مع هذا المحيط، بكل مكوناته الجامدة والحية: صحاريَ وأشجارا، ورياحا وأمطارا ، وحيوانات أليفة ومتوحشة، وطيورا كاسرة ومهادنة.
ويبدو أن طائر الحمام حظي دون غيره، بكثرة وروده على ألسنة الشعراء، وبإشراكهم له في حالاتهم النفسية المتعاقبة، فقد وجدوا فيه أنيسا يقاسمهم آلامهم وأفراحهم، وشريكا يستجيب لنداءاتهم، ويتفهم لغتهم، كما اتخذوا منه أحيانا رسولا يحمل بريد الشوق إلى أحبتهم.