
موريتانيا أو بلاد شنقيط أو صحراء الملثمين أو رسميًا: الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، هي دولة عربية وإفريقية، تقع في شمال غرب إفريقيا وعلى شاطئ المحيط الأطلسي، يحدها من الشمال كل من المغرب والجزائر، ومن الجنوب السنغال، ومن الشرق والجنوب مالي، وكهمزة وصل بين شمال إفريقيا وجنوبها تجمع صحراء موريتانيا الشاسعة منذ آلاف السنين، بين أعراق وثقافات مختلفة منها عربية وأمازيغية وإفريقية ، وتعرف هذه الجماعات محليا بالبيظان والزنوج ..
وحديثنا هنا سيكون حول مجتمع البيظان على أن نخصص حديثا لاحقا لمجتمع الزنوج ...
وفي البداية لا بد أن نعرف من هو البيظاني؟
البيظاني - بكل بساطة - هو من يتكلم الحسانية ويشرب الشاي ويفهم لغن ويلبس الدراعة (أو الملحفة) بغض النظر عن لونه أو جهته.
ويتكون مجتمع البيظان من ست فئات أساسية هي العرب والزوايا ولحراطين ولمعلمين وإيگاون وآزناگة.
وفيما يأتي سوف نرى كيف لعبت كل جماعة من هذه الجماعات دورها الريادي في تنمية الوطن.
١ - العرب: كانت هذه الطائفة تعنى أسايا بحمل السلاح والذب عن الحوزة الترابية والدفاع عن السكان؛ أي أنها كانت تقوم بدور عسكري أمني إن صح التعبير.
٢ - الزوايا: وكانت هذه المجموعة تقوم بنشر الدين تعلما وتعليما. أي أن دورها كان علميا وتربويا ودعويا.
٣ - لحراطين: كانت هذه الفئة من مجتمع البيظان تعنى بالزراعة والقيام على الماشية سقيا وانتجاعا بالإضافة إلى بعض الوظائف الأخرى.
٤ - لمعلمين: وتعنى هذه الشريحة من مجتمع البيظان بالصناعة التقليدية أساسا حيث تقوم بتصنيع الآلات الضرورية وإصلاح البنادق وصناعة الألواح والخيام والأسِرَّة وغير ذلك.
٥ - إيگاون: كان دور هذه الجماعة فنيا أدبيا حيث ساهموا في المحافظة على الثراث المحلي وصانوه من الاندثار.
٦- آزناگة : كانت هذه المجموعة تقوم بالرعي والتنمية الحيوانية وقد انصب اهتمامها على الإبل خاصة لما كانت ثمثل أساسا لاقتصاد البلد في ذلك الوقت.
وهكذا نكون قد عرفنا - من خلال هذه العجالة - أن هذا المجتمع كان يرسم لوحة فنية تكاملية رائعة تتأسس على التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم أولا ، ثم على المحافظة على إرث السلف الصالح من الأخوة والمحبة والوئام.
ومن هنا أدعو كافة أطياف مجتمعنا الأبي إلى التحلي بروح المسؤولية الاجتماعية والوطنية أمام الله تعالى ، ثم تجاه هذا المنكب البرزخي الحبيب التي نريد أن نعيش عليه في هذه الدنيا بسلام ، إلى أن يأتي داعي الله فنجيب.
ولن يتسنى السلام والوئام - اللذان هما عماد الحياة الكريمة - بين عناصر هذا المجتمع العزيز إلا إذا انصهر الجميع في بوتقة واحدة هي أخوة الدين قبل الأعراق والجهات ، وابتعدنا جميعا عن خطابات العنصرية والقبلية والشرائحية ، فكل هذا ليس من الإسلام في شيء.
ومن هنا إذن ؛ علينا أن يلتزم كل منا بدوره تجاه وطنه وأمته الذي أنيط سلفا وفق منهج الاستخلاف الرباني.
أحمدسالم ولد عموه
مسؤول قسم الثقافة والرياضة بوكالة المنارة الإخبارية