
جدي الأمين بن سيدي (أيمين) مع علمه واجتهاده كان من أهل السماع، يحب الهول ويستدعي المداحين ليالي الإثنين والجمع ليسمعوه أهازيجهم المديحية، فيتحفهم كيفانا، ويوسعهم عطاء.
كان يقول إن كل وتر يعزف يزيده محبة في الله ورسوله، وينتظر بفارغ الصبر زيارة الفنان الكبير أحمدو ول الميداح له في عيد المولد النبوي الشريف حيث يقضي معه ليالي الضيافة الثلاث، وتكون أياما مشهودة يتردد فيها صدى قصيدة اليدالي: (صلاة ربي مع السلام)
بين جنبات اتاكلالت، فتزهر عشياتها، ويلتم الجمع من النساء والرجال لحضور المدح، وتوزع كؤوس الشاي بالنعناع؛ فالشيخ يقول: كل من حضر هذا الهول أدعو الله له تحقق الآمال، وصلاح الحال والبخيل من لا يضمن على الله.
لقد ضاق لمرابط أيمين بالإذاعة ذرعا لأن ما تخصص للوصلات الغنائية وجيز، تقطعه البرامج الأخرى.
وعند ظهور (المسجلات) اشترى له ابن أخيه السفير محمد عبد الله ول الحسن مسجلا وقال له:
يا والدي هذه ليست مثل الراديو فالغناء فيها متواصل وليس عليك إلا تبديل الشريط والبطاريات.
وعلى عكس أيمين الوالد البراء بن الأمين، فلم يكن يستمع للغناء ولا يحضر مجالسه، مع أنه في فترة المراهقة دبج الأشعار والكيفان في الفنانة عيش منت محمد اعلي، وفي محمد عبد الرحمان ول انكذي.. رحم الله الجميع:
يقول أيمين في أحد توسلياته:
يّـلِّي تَـعْـطِي لِلـطَّــلَّابِــيـــنْ .. دُونْ الْمَنْ ؤُطَـلْـبِتْ لَـيْـدِيـنْ
وَاسِـينِـي فَـوْگْ الْـمَـدَّاحِيـنْ .. يَوْمْ الْحَـشْـرْ افْـذَاكْ الـزَّوَالْ
ؤُخَلَّصْ عَنِّي دَيْنْ أَهْلْ الدَّيْنْ .. وَاغْفَـرْ لِي لَـفْـعَـالْ ؤُلَقْـوَالْ
ؤُسَمَّـعْـنِي ذَاكْ الْحِـسْ الزَّيْنْ .. آنَ زَادْ امَّــلِّي نَـهْــوَالْ