لا غرو أن أحرز الفتى عبد الرحمن الشقروي ولد أحمدو يسلم ولد محمد ولد الشيخ ولد أحمد جد ما أحرز فهذا التوفق والتميز - ما شاء الله - ليسا قادمين من فراغ ولا وليدا صدفة (مخليلو في الدبش) .
فهو وليد بيت كانت *آياه* (جدته لأبيه) رحمها الله تتعهده بالرعاية والتربية والحث على العلم
فآياه كانت شغوفة بالمطالعة راوية للشعر عالمة بالسير لها ورد من القرآن يوميا لا يتخلف، مجلسها عامر بعقل الشوارد ونثر الفوائد وصيد الآوابد مشعشة بالرحيق المختوم في سير المعصوم صلى الله عليه وسلم.
ولا يتسع المقام لبسط مآثرها وخصالها .
و من باب الإخبار فآياه بنت عبد الله بن حبيب الله بن الأمين بن زين .
أبوها أحد رجال العشيرة المعدودين وفقهائها المذكورين وأدبائها النابهين فضلا عن كونه مرجعية في الضبط والتاريخ والنسب .
و أمها مريم سلمى بنت محمدو ولد يحي امرأة من أهل القرآن والأدب والسير تمتلك شجاعة نادرة و جراءة في الحق وشخصية مؤثرة و حضورا قويا في محيطها الاجتماعي .
وجد عبد الرحمن لأبيه هو محمد ولد الشيخ ولد أحمد جدو مشارك في العلوم اللغوية والفقهية والعقدية مع ما وهبه الله من الفتوة والأدب يقول الشعر بشقيه الفصيح والشعبي .
و أم عبد الرحمن جدها العالم الجليل عبد الله ولد أحمدو ولد الأزهري ولد الغزالي أحد أعيان القبيلة ورجالاتها المعدودين علما وحلما وجودا وكرما، وكذلك جدها لأم محمدو ولد الغزالي شقيق عبد الله المذكور
فقد كان عالم زمانه وسيد عصره من أفنى عمره في العلم والتعلم والسعي في مصالح المسلمين والذب عن الحق حتى توفاه الله وهو ساجد .
فلا غرابة إذن أن يخرج من بين هذه الأقمار والشموس هذا الفتى اليافع والنجم اللامع والبدر الساطع بارك الله فينا وفيه .
وهنيئا له هذا الفوز المستحق عن جدارة وتميز في مسابقة المتون المحظرية إذ حصل على المركز الثاني .
ولم أشأ الحديث عن والديه - مد الله في أعمارهما - فابنهما يتحدث عنهما .
و ما هذه إلا ثمرة يسيرة من ثمار رعايتهما له وتوجيههما له .
