أعلن المكتب التنفيذي لنقابة الأطباء المقيمين في موريتانيا دخولها في إضراب مفتوح منذ أسبوع، ورفعت مطالب تتعلق بتحسين ظروفهم، واكتتابهم في الوظيفة العمومية.
والأطباء المقيمون، هم من أتموا دراسة الطب، وحصلوا على شهادة التخرج الأولى، ويعملون بالمستشفيات، والمراكز الصحية كأطباء عامين، لفترة تصل إلى خمسة أعوام، هي مدة التدريب على التخصص الطبي الذي سيمتهنونه، حيث تختلف مدة كل تخصص عن الآخر.
وبعد قضاء هؤلاء الأطباء المقدر عددهم ما يناهز 5000 وفق تصريحات لوكالة المنارة الإخبارية، سابقا، يقولون ان الوزارة الوصية لم تحاورهم من أجل أعداد العدة وتوقيف إضرابهم.
ومنذ بداية الإضراب، حاول الأطباء المقيمون الخروج عدة مرات في مسيرات احتجاجية؛ انطلاقًا من مقامهم في مباني وزارة الصحة الموريتانية، لكن الشرطة منعتهم وتحولت مسيرات لهم سابقة في أكثر من مناسبة إلى مواجهات بين الطرفين، أسفرت عن إصابات متفاوتة.
وطيلة مايناهز شهر فشلت جميع جلسات الحوار بين الحكومة ممثلة بوزارة الصحة، و"منسيقية الأطباء المقيمين"، ولم تبعث لهم الوزارة حتى الآن محاورا جادا بعد محاوراتهم مع الوزارة قبل الوزيرة الحالية، وفق تصريحاتهم.
وفي 10 مايو الماضي، أعلنت "المكتب التنفيذي لمنسيقية الأطباء المقيمين" مقاطعته نهائيًا للحوار مع وزارة الصحة، بدعوى عدم جدوى تلك اللقاءات التي لم تأت بأي جديد.
وفي ذات اليوم، شرع الأطباء المقيمون أيضًا في مقاطعة المداومات الليلية في المستشفيات الحكومية، إضافة لعدم ضمان الحد الأدنى من الخدمة.
وبعد تأزم الوضع في المستشفيات الحكومية بالبلاد، وكرد فعل على تلك الخطوات لم تحرك وزارة الصحة للأطباء المحتجين ساكنا، ولا محاورا من أجل العودة إلى المداومة الليلية، والحد الأدنى من الخدمة.
واللافت في جل الاحتجاجات الموريتانية، أنها قصيرة المدة، وبعضها لا يتجاوز يومًا أو ساعات معدودة لكن احتجاج الأطباء المقيمين حطم كل الأرقام القياسية، رغم كل النداءات التي صدرت من نواب، ورؤساء أحزاب سياسية، على حد سواء لإيجاد حل للقضية، وفق مصادر "وكالة المنارة الإخبارية".
وسبق أن استمرت إضرابات في لمقدمي خدمة التعليم لفترة 1 أشهر أو 2 بقطاع التعليم، سنوات 2020 2021 في فترة الوزير السابق ماء العينين ولد أييه.
وفي تاريخ 13/05/2024 ، أعلن المكتب التنفيذي لمنسقية الأطباء المقيمين الدخول في إضراب مفتوح وفق بيان توصلت به وكالة المنارة الإخبارية، جاء فيه "اجتمع المكتب التنفيذي لنقابة الأطباء المقيمين اجتماعا استثنائيا مساء اليوم بعد التأكد من عدم جدية الاتصالات التي كانت تجري خلال الاسبوع الماضي وبعد نقاش مفصل للوضعية الراهنة وتعرض الأطباء المقيمين للقمع والتنكيل مع تجاهل مقصود من طرف الوزارات المعنية للمطالب المشروعة والمتمثلة في أبسط الحقوق وعلى رأسها .
الاكتتاب الفوري في الوظيفة العمومية كما هو حاصل في جميع دول الجوار وتوفير ظروف معيشية وأكاديمية تسمح باستكمال التكوين وبعد استنفاد جميع وسائل الحوار على مدار أكثر من سبعة أشهر من تعليق إضراب سبتمبر المعروف، تمت المصادقة على النقاط التالية:
_البدأ في إضراب شامل وإخلاء جميع المصالح الاستشفائية وتعليق كل الخدمات المقدمة من الأطباء المقيمين وذلك ابتداء من يوم الإثنين 13/05/2024 وحتى إشعار آخر صادر عن المكتب التنفيذي".
وقالت التنسيقية، في بيان، "تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذا المقرر في جميع التخصصات والمصالح الاستشفائية ومن طرف جميع
الأطباء المقيمين مواطنين وأجانب بلا استثناء لضمان استمرار الإضراب وبنفس طويل حتى لو أدى لتبييض سنة كاملة لنحصل على ضمانات بتكوين سليم ومستقبل وظيفي كريم"، حسب بيان المنسقية.
هذا ويدخل الإضراب يومه السابع على التوالي، لأنه الأطول في وزارة الصحة منذ سنوات، سببه عدم استجابة الوزارة الوصية لمطالب المحتجين.
نشير إلى أن وزارة المالية صادقت بتاريخ 22/05/2024 على اكتتاب 540 موظفا جديدا في قطاع الصحة، من بينهم 80 طبيبا متخصصًا ، و200 من الطب العام ، و 15 دكتورا صيدلانيًا ، و20 قابلة، و 20 ممرض دولة، و40 من ذوي التخصصات البيولوجية؛ “بالاضافة إلى مخبريين وفنيين وممرضين اجتماعيين.”
وكالة المنارة الإخبارية، هاتفت صباح اليوم الأحد 09 يونيو 2024 ، المسؤول الإعلامي لوزارة الصحة الموريتانية، من أجل توضيح رسمي من الوزارة ولكن لم يحالفنا اللقاء هاتفيا أو وجها لوجه.