ورقة تعريفية الفنان الراحل إسلم ولد دندني/بقلم محمدو بوداديه

أربعاء, 08/28/2019 - 13:40

في جو من اﻹبداع وأوتار التيدينيت في سهول ووديان قرية أم لحبال بولاية الحوض الغربي نمت مخيلة ملهم التدينيت الفنان الراحل إسلم ولد دندني ، حيث حفظ ماتيسرله من القرءان على شيخه خطري ولد الطالب النافع وتفتقت مخيلته أدبا مصاحبا لما طرزته أنامله وما كسبه من والده اسلماقه ولد دندني الذي تعلم على يده فن التدينيت وكل تفاصيلها وزاد عليه إبداعا وتميزا في المنطقة ، حيث فرضت ثنائية تجويده لآي القرءان وتمكنه من خصوصية التيدنيت بمدرسته الأسرية أن يكون وجهة لأقرانه وعشاق الفن والباحثين عن أوتار الأصالة الضاربة في عمق مدرسة الحوض في التيدينيت ،
كان رحمة الله عليه بشوشا وخلوقا وهادئا كحال أوتاره في مساءات وصباحات الحوض الغربي حينها قبل أن يسرق الموت شجرة الحنان التي كانت تظله فتوفي والده وهو صغيرا فتولى فناننا الراحل إسلم ولد دندني تربية إخوته وأخواته فظل على عهد والده في الإشراف عليهم وتكوينهم على التيدينت وهم يرتعون من أخلاقه وفضائله الحسنة التي شب عليها عوده منذ أيامه الأولى في الحياة رغم أنه لم يكن الإبن الأكبر لوالده إلا أن تكوينه المحظري فرض عليه ذلك .
رفاق الراحل وأقرانه يشهدون له بحفظ العهد والوفاء ودماثة الخلق وحرصه على الصلاة والزهد في الدنيا حتى وصل به الورع إلى الإمتناع عن تسجيل انتاجه الفني لولا عدة محاولات من معجبيه وأقرانه على مدى عقود زمنية عديدة فلبى الطلب وقام بتسجيلات لإذاعة موريتانيا في التسعينيات من القرن الماضي إلا أن المفاجأة أنه لم تعره أي إهتمام ولم تقم بأرشفة تلك التسجيلات النادرة قبل أن تضيع وتضيع إبداعات رجل علم وفن زهد في الدنيا قبل أن يرحل بصمت في قريته التي عشقها فأحبته وبكت عليه مجتمعات المنطقة التي كثيرا ما بعث السعادة في قلوبها بأوتار تمتلك كل خصوصيات تدينيت أهل دندني والذائقة الإجتماعية ككل .
وري الثراء عليه رحمه الله في قرية أم لحبال سنة 2003 وطويت صفحة من جمال الفن وطيبة الأخلاق والتقى وجهورية الصوت . عليه رحمة الله .

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة