
وفر حظر التجوال للنخب وغيرها فرصة استثمار الوقت ومراجعة الأحداث وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تبادل المعلومات بغض النظر عن صحتها ومصداقية مصدرها وبرزت أسئلة حول الفيروس من حيث النشأة والانتشار وطرق الوقاية
لكن السؤال الكبير هل نحن أمام الحرب العالمية الثالثه؟ وهل الفيروس مصنع وهجوم مقصود مصدرها جهة معينة ؟ أم أن الإنسان استهتر ولم يأخذ في الإعتبار خطر القضاء على توازنات الطبيعة ؟
قد يتبادر للذهن : أن هناك مجموعة تنفي مبدأ البداهة وتعطي للمؤامرة حقها وتعتبر أن هناك معاملات بيولوجية دفعت بالوباء على حين غفلة في مناطق محاولة إحداث إعاقة أقتصادية ويدعم هؤلاء حجتهم بفترة الارتباك التي عاشتها مناطق نشأة الفيروس وأن ردة الفعل كانت على درجة الهجوم الفيروسي حيث عملت جهات على إيجاد لقاح يستطيع التعايش مع الفيروس وحملته اجناد بشرية لتوزعه في مناطق محددة تعتبر مصدرا للهجوم اوحليفة لمصدر الهجوم مما جعل المعركة تخرج عن نطاق السيطرة ويدخل العالم الخاضع اصلا للاستقطاب وظهرت علامات الاستنفار بإغلاق المعابر والحدود لمحاصرة المجموعات البشرية الحاملة للفيروس والتي أظهرت أحيانا مقاومة من خلال التسلل والتستر ...
اما المجموعة الثانية فترى في الفيروس تطورا طبيعيا لبعض الفيروسات المكتشفة سلفا ويذهب بعضهم إلى إضافة المصدر إلى الخفافيش وغير ذلك ويعتقدون أنه جنحة ارتكبها ضد فصايل من الكائنات الحية الأخرى ويطالب بمراجعة قواعد الحياة العامة
وإن كان استقصاء النشأة وتضارب الأحداث والأراء يؤكد على حكمة إلهية ويثبت أن الكون خلق بمقدار وان عملية التكامل والتعاضد والتضاد... تمنح العالم استمراريته وتأخذ على أيد لتقلص المسافة بين أطراف المجال الحياتي ...
إن محاولة التأمل في حياة العالم اليوم تعيدنا إلى اليقين بمعتقداتنا ووحدانية الخالق والتأكد من فشل القوى التكنولوجية أمام تحدي كوني رغم السطوة والجبروت والتطاول إلى كواكب أخرى ولعل هذا يعيد العالم إلى الصواب ومراجعة ماحدث في أيام ليست ببعيدة قتل فيها وهجر ودمر أبرياء وأمم لم يكن لها ذنب سوى المعتقد ويعيد للإنسان إنسانيته التى افتقدها حبا للدنيا وزخرفها فباع الدين والعرض والنفس وهجر الولد والوالد ... وحتى يعود الدفء للعائلة والرحم وتنشر الرحمة بين البشر
لقد أكدت هذه الفترة على الوحي الإلهي فالحكومات لا تريد من شعوبها سوى التزام
أكدت هذه الفترة على الوحي الإلهي فالحكومات لا تريد من شعوبها سوى التزام الجلوس والبقاء في منازلهم ليعلم كل عاقل أن تكليف العبادة والتوجه إلى الخالق أولى من طلب الرزق والصراع على البقاء ثم ينتيه هؤلاء الجلوس في بيوتهم أنه أمام متلازمات وجودية تقلل حجم وعدد المحيطين بكل فرد مهما علا شأنه وتجذر داخله القلق والخوف من حركة الزمن وتسارع الأحداث ليحمل بين طياته الرجاء والامل وتخفق جوانحه بين الفينة والأخرى
تعود العالم أن يظهر الشفقة للفقراء وتظهر الدول التعاطف والوقوف مع الشعوب لكن إنقلاب الموازين واستهداف هذا الفيروس للدول والأغنياء جعل الفقراء والمستضعفين يحولون طلبهم ويعودون لمن له الملك والقوة ويظهرون التعاطف رغم أن دورهم ما يزال دون المطلوب في مكافحة الخطر مع انه باستطاعتهم تقليل الخسائر بإذن الله إن هم فهموا الواقع على حقيقته وكذلك دور الشعوب ومستوى وعي أفرادها الذي يمكن أن يقلل التكاليف باعتبار التحدي لم يعد عالميا فقط بل أصبحت كل دولة تغلق بيتها عليها وبدت التكتلات الأقليمية والقومية ... مكسورة الجناح وظهرت الحاجة لإعادة ترتيب أمور كثيرة وإعادة ترتيب الأولويات
انتشار المرض كان سريعا وردة الفعل من العالم كانت بطيبة ومرتيكة لتحمل مؤشرات عديدة من بينها انشغال العالم بمتابعة نجوم الرياضة وملاحقة الموضة وقراءة النكت والطرائف وإهمال الجانب الآخر من القوى الفكرية
لم يدرك العديد من الناس إقصاء المسافة وحسنات وسلبيات العولمة فناموا على آذانهم وصرفوا النظر ونسوا الحذر فاجتاح المخلوق الغريب البشر ليذكرهم بما أهملوا من العبر ويعيد الإنسانية والتعاليم السمحة فصار الكل عينه على جاره فلا هو يتمنى له حتى السعال فأحرى بالصداع وأخذت الحكومات تقيس حرارة مواطنيها وتستقبل مسافرهم وتعد له القرى والنزل وتحسن وقادة ضيوفها مهماوكانوا أعلاما أو نكرات وغدى التفكير في التكافل الاجتماعي والاقتصادي بدل البرص والأرباح ...
وإذا كانت الوقاية خير من العلاج والحل الوحيد في هذا الحيز الزمني في غياب العلاج واللقاح والتوجه إلى الله والابتهال والدعاء والصدقة وأعمال الخير... فإن كل مسلم مطالب بتطبيق قاعدة لا ضرر ولا ضرار والتزام توصيات المختصين وأهل الذكر
لم تنته الأسئلة والتساؤلات بل تتجاوز تصور ما بعد الأزمة وكيفية عودة الحياة وتطور الحدث ومدته ؟؟؟؟؟ ويقولون : كل محنة تزيد عقلا وتجربة !